مظاهر الإحتفال ب "رأس السنة الهجرة"
«طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا، ما دعا لله داع»، هكذا احتفل أهل يثرب بالرسول -صل الله عليه وسلم- عندما أتاهم مهاجرا من مكة بعد ما لاقوه من عذاب وظلم من كفار قريش. ليتم الاحتفال بتلك الذكرى المباركة في أول يوم من شهر محرم، حيث تعم أجواء من الفرحة إحتفالا بهذا اليوم المبارك في العالم الإسلامي أجمع.
وهنا نعرض أبرز مظاهر الاحتفال برأس السنة الهجرية:
يعد الاحتفال برأس السنة الهجرية حدثا هاما في حياة المواطن المصري، فقد إرتبطت في وجدانهم بأوبريت الليلة الكبيرة والزينة المعلقة بكل مكان، وعرائس المولد المصنوعة من القماش التلي والحصان المزرقش.
وكان الفاطميون مشهورون بالاحتفال بتلك المناسبة، حيث كانوا ينصبون الخيام ويتناولون اللحم ويقرأون القرآن، كما كانوا يحملون بخورا يطوفون به بالأسواق والبيوت مرتدين أثواب بيضاء، تجنبا للحسد، كان يسمي إناء البخور بـ«الميعة المباركة».
وكان المصريون يخرجون صدقات تخص العشر أيام الأولى من شهر محرم المعروفة «بزكاة العشر» بفتح العين وهي صدقات تقدر بمبالغ صغيرة، حيث كان نصيب كل طفل منها 5 قطع فضية يشترى بها الحلوى أو يحتفظ بها.
ويعد تجمهر الدراويش حول القامات وتجمعهم في حلقات مرتدين القاووق التركي مرددين الله الله من أشهر تجليات هذا اليوم. وحرص المصريون في هذا اليوم على إعداد ولائم كبيرة دسمة تحتوي على لحم الطيور والحمام والبط والفتة والكسكسي ويحلون بعاشوراء، لكن بعض من تلك المظاهر الرائعة إندثرت في الوقت الحالي نتيجة ارتفاع الأسعار. ولم يبقي منها سوى شراء الحلوى للصغار من أجل إبهاجهم.
في حين أقتصر الاحتفال بهذا اليوم في العصر العباسي على إقامة معالم الزينة حيث تنتشر المصابيح على أبواب الحوانيت والمتاجر والأسواق وتنار المآذن وتقام الصلوات ويقرأ القرآن والسيرة النبوية العطرة والأدعية.
تونس:
كانت لهذه المناسبة المباركة عند الشعب التونسي والعائلات التونسية طابعا خاصا، يحيث يقوم التونسيون بإحياء تلك الذكرى بطرق مختلف، ففي الأول من هذه السنة تتعطل جميع الأنشطة بالإدارات وبقية المجالات. حيث يتجمع القرويون والقرويات لذبح الخراف ويعدون الكسكسي بالقديد أو العصيدة الحارة بالبيض وطبق الملوخية، بجانب تجمع الأطفال حول نار موقد لشواء البيض وسماع صوت فرقعته.
وقد دأبت النساء المسنات على استعمال الحنة والتبرك بها بوضعها على شعورهن وأيديهن. وتشترك المدن التونسية في مظاهر الاحتفال بتلك المناسبة إلا في مدينة نابل بالوجه القبلي فيتم الاحتفال بهذه المناسبة بتقديم الكسكسي والعصبان المجفف المزين بالبيض المسلوق والفواكه الجافة وعرائس من الحلوى، كما يحرص التونسيون على تبادل الزيارات للحفاظ على صلة الرحم، بجانب انتعاش التجارة في تلك المناسبة.
الجزائر:
يحتفل الجزائريون برأس السنة الهجرية من خلال إعداد أشهى المأكولات كالكسكسي والرشتة والشخشوخة وهي أنواع من العجائن. وتعتبر عادة الدراس من العادات الخاصة بالإحتفال حيث يتم وضع طفل صغير بصحن كبير وغمره من طرف كبير بالعائلة بمختلف الحلويات، بجانب ذكر السيرة النبوية العطرة وتلاوة القرآن وحفظه وتقديم الصدقات.
سوريا:
تحرص العائلات بحلب على تناول الحلوى، بجانب صناعة الحبوب والسمبوسك لتوزيعه على الجيران والأهل والفقراء من أجل الثواب وطلب الرحمة للأموات والاحتفال بمولد الرسول.
مكة المكرمة:
يعتمد أهل مكة على تلاوة الصلوات وتبادل التبركات ويأخذ العيد طابعا من الفرحة، فيحرص أهل مكة على تناول الملوخية من باب التفاؤل بحلول سنة جديدة وتناول الحليب أبو الهيل المشهور عندهم بالفرحة والبركة.
المصدر: المصري اليوم